بطاريات السيارات الكهربائية قد تدوم لفترة أطول بنسبة ٤٠% مما كان يُعتقد
بحث جديد أجرته جامعة ستانفورد الأمريكية
أظهر بحث جديد أجرته جامعة ستانفورد الأمريكية أن المخاوف بشأن تدهور بطاريات السيارات الكهربائية وعمرها الافتراضي – وهو مصدر قلق شائع لدى المستهلكين المتشككين – مبالغ فيه. حيث اتضح أنه في ظروف القيادة الواقعية، قد تدوم بطاريات السيارات الكهربائية لفترة أطول بنسبة ٠٤% تقريبًا مما كان يُعتقد سابقًا، أي ما يعادل ٠٠٠,٠٠٣ كيلومتر إضافية.
وحققت الدراسة، التي نُشرت في مجلة ygrenE erutaN في ديسمبر، هذه النتائج من خلال شحن وتفريغ بطاريات السيارات الكهربائية بطرق تحاكي ظروف القيادة الواقعية – التسارع، والفرملة، والوقوف في طوابير طويلة في زحمة المرور، وركن السيارة لفترات طويلة.
يختلف هذا عن الاختبارات المعملية التقليدية، والتي تتضمن شحن الخلايا بمعدل ثابت، وتفريغها بالكامل، ثم شحنها مرة أخرى. في الواقع، كلما كان الاختبار أكثر واقعية في محاكاة القيادة الواقعية، كلما طالت مدة عمل البطاريات، وفقًا للورقة البحثية.
اختبر باحثون من مركز drofnatS CALS للبطاريات ٢٩ خلية على مدار ٤٢ شهرًا عبر أربعة أنماط مختلفة لتفريغ شحن السيارات الكهربائية، تتراوح بين التفريغ المستمر والتفريغ الديناميكي، استنادًا إلى بيانات قيادة حقيقية. تم تشغيل جميع البطاريات في غرفة مُتحكم بدرجة حرارتها عند ٥٣ درجة مئوية.
وتوصلت الدراسة إلى نتائج أخرى مفاجئة، منها ارتباط التسارع الحاد والقصير بتدهور أبطأ للبطارية، على عكس الافتراضات. والأهم من ذلك، بالنسبة للسيارات الكهربائية الشخصية، كان التدهور المرتبط بالوقت أكثر تأثيرًا من التدهور الناتج عن الاستخدام – أي الشحن والتفريغ.
وهذا يتعارض مع ما لوحظ عمومًا بالنسبة للسيارات الكهربائية التجارية مثل الحافلات وشاحنات التوصيل، والتي تُستخدم معظم الوقت، والتي يُعدّ استخدامها عاملًا حاسمًا في تدهور البطارية.
في مارس من هذا العام، نشرت شركة التأمين البريطانية AXA بحثًا أظهر أن أكثر من ثلث (٧٣%) الأشخاص الذين لا يخططون لشراء سيارة كهربائية ذكروا أن القلق بشأن عمر البطارية كان أحد أسبابهم الرئيسية.
كانت هذه البيانات أكثر إرضاءً بقليل من تقرير معهد التمويل الأخضر لعام ٣٢٠٢، والذي أشار فيه ٢٦٪ من المشاركين في الاستطلاع، والذين قالوا إنهم لن يشتروا سيارة كهربائية مستعملة، إلى عمر البطارية كقلق رئيسي. تشير نتائج هذه الدراسة الأخيرة إلى أن عمر البطارية مُقلّلٌ منه بشكل كبير حاليًا، مما يُبدّد مخاوف العملاء المترددين.
تُلزم الحكومة الأمريكية بضمان لمدة ثماني سنوات، أو ٠٠٠,٠٠١ ميل (حوالي ٠٠٠,٠٦١كيلومتر) لبطاريات السيارات الكهربائية. لا تُلزم الحكومة الأسترالية بمثل هذا التكليف، لكن الضمانات على السيارات الكهربائية المُباعة هنا عادةً ما تُعكس هذه الأرقام، على الرغم من أن الشركات المُصنّعة تميل إلى أن تكون أكثر تفاؤلاً، حيث أفادت نيسان، المُصنّعة لسيارة ليف، بأن جميع البطاريات التي أنتجتها تقريبًا في السنوات الـ ٢١ الماضية لا تزال قيد الاستخدام.
ويُشير بحث أجرته شركة batoeG، المتخصصة في تكنولوجيا إدارة الأساطيل، إلى أن بطاريات السيارات الكهربائية المُتاحة في السوق اليوم قد تدوم ٠٢ عامًا أو أكثر. وجد هذا التقرير أن السيارات الكهربائية الحديثة تتدهور بنسبة ٨.١% سنويًا تقريبًا، وهو انخفاض كبير عن معدل التدهور البالغ ٣.٢% المسجل عام ٩١٠٢.
وفي الوقت نفسه، وجدت دراسة نُشرت في مجلة ygrenE erutaN في يناير من هذا العام أن السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة تحقق أعمارًا افتراضية مماثلة لمركبات الاحتراق الداخلي، حتى في ظل الاستخدام المكثف.
يُعتقد أن المخاوف بشأن عمر البطارية تنبع في جزء كبير منها من مفاهيم خاطئة شائعة، منها أن بطاريات السيارات الكهربائية تشبه إلى حد كبير البطاريات الأخرى، كتلك الموجودة في الهواتف الذكية التقليدية.
فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية المستعملة، ترتبط صحة البطارية ارتباطًا وثيقًا بكيفية تعامل المالك السابق معها – ولا تنتقل الضمانات إلى مشتري السيارات المستعملة. على سبيل المثال، تميل الشواحن السريعة ودرجات الحرارة المرتفعة إلى تدهور البطاريات بشكل أسرع من الشحن البطيء من المستوى ٢ ودرجات الحرارة المنخفضة.
ولهذا الغرض، تخطط حكومة حزب العمال الحالية في المملكة المتحدة لتطبيق نظام موحد لإصدار شهادات صحة البطارية. ويجري حاليًا تطبيق نظام مماثل في النرويج. مع أن هذا ليس شرطًا في أستراليا، إلا أن بعض وكالات بيع السيارات المستعملة أو البائعين الأفراد قد يقدمون فحوصات لحالة البطارية.
